لم يكن إبراهيم حسني ابن سوس والملقب بـ”أنزا” سجينا عاديا، إذ اجتمعت فيه كل ملامح الشر، وقوة بدنية هائلة، ورغبة جامحة في القتل، تذكرنا بالمجرمين العتاة الذين أخضعوا مؤسس علم الإجرام الإيطالي “لومبروزو” للاختبار والتشريح للدفاع عن نظرية أنهم مجرمون بالفطرة.
لهذا كانت نهايته مثيرة بسجن تولال 2 بمكناس، اعتبرت سابقة في تاريخ المؤسسة السجنية بالمغرب، إذ اخترقت جسده أزيد من عشر رصاصات، وأنهت حياته، بعد أن هاجم ثمانية حراس، فارق أحدهم الحياة بالمستشفى.
قصة هذا السجين، مليئة بالإثارة، منذ أن تورط في جريمة قتل ومثل بجثة ضحية في 2003، فأدانته ابتدائية أكادير بالإعدام. اعتقد الجميع أن الحكم سيرهب “أنزا” وسينزوي داخل زنزانته الانفرادية ويستسلم لقدره كما السجناء المدانين بالإعدام، إلا أنه خرق القاعدة، وفي غفلة من الحراس نجح في الفرار من سجن إنزكان رغم الحراسة المشددة.
توجه “أنزا” إلى تطوان، قصد الهجرة خارج الوطن، إلا أن عناصر أمن الفنيدق ألقت القبض عليه وقدمته للمحاكمة في 9 فبراير 2003. وخلال محاكمته ارتكب مجزرة داخل قاعة المحكمة بتطوان، إذ قتل شرطيا مكلفا بحراسته بعد تلقيه طعنات قاتلة في العنق.
أدين مجددا بالإعدام ونقل إلى السجن المركزي بالقنيطرة، فارتكب مجزرة أخرى أكثر دموية من سابقاتها كان ذلك يوم الأحد 21 يونيو 2009، إذ باغت موظف سجن وذبحه من الوريد توفي بعد نقله إلى المستشفى، وأصاب حارس سجن في الرأس في مشهد مرعب، كما اعتدى على حراس آخرين، كانت إصابتهم بالغة، وحكم على “أنزا” بالإعدام مرة أخرى، ليرحل إلى سجن سلا، ومن ثم إلى سجن مول البركي بآسفي.
عاش “أنزا” أزهى أيامه بسجن آسفي، لدرجة أنه صارت له سلطة على بعض حراس السجن وموظفين، استغلها في الاستفادة، من امتيازات وحيازة ممنوعات، بل والاتجار فيها، بعد رفع الاحتياطات الأمنية المشددة عنه وتركه حرا طليقا بين صفوف السجناء، قبل أن يفتضح أمره، بعد المحاولة الفاشلة لفراره، إذ تمكن بتواطؤ مع جهات من الحصول على مناشير حديدية، بعد أن أوهم الحراس أنها مخدرات وهواتف محمولة حسب الاتفاق المعمول به، وشرع في زج قضبان نافذة زنزانته، إلا أن ضخامة جسده أجهضت خطته، ليتم نقله إلى سجن تولال 2 بمكناس، في حين فتحت المندوبية العامة للسجون بحثا في النازلة، قدم فيها موظف كبش فداء لهذه المحاولة الفاشلة.
صنف “أنزا” في خانة السجناء الخطيرين، ووضع في زنزانة انفرادية، لدرجة أن مسؤولي السجن، لا يسمحون له بالاختلاط مع باقي السجناء في الفسحة، تفاديا لتعريض أحدهم للخطر، وهو ما زاد من تعقيد الوضع، فخطط للانتقام، بعد أن تمكن من إزالة “زليجة” حادة، وحولها إلى سلاح أبيض، فهاجم بها ثمانية حراس السجن، حاولوا إخراجه للفسحة، إذ عرضهم لجروح خطيرة قبل أن يتدخل زملاؤهم وأطلقوا عليه عدة رصاصات أنهت جبروته إلى الأبد.
المصدر جريدة الاتحاد الاشتراكي
الكاتب : مصطفى الناسي

0 تعليقات