Ad Code

أسماء أرعبت الجزائريين



يفضّل الكثير من المجرمين، تقمّص أدوار شخصيات عالمية واستعارة أسماء من باب الحصول على “الشهرة” المحلية والوطنية، باستخدام أسماء تشبه أسماء الحيوانات وممثلي السينما، إضافة إلى اقتران أسماء بعض المجرمين بالمدينة والمنطقة التي ينحدر منها، على غرار اسم كعبور، النش، الراندو، المجاعة، الدولة، قرنيط، الروجي، الروسي وبلال الجيجلي والفهد الوردي وكازانوفا وغيرها من الأسماء المستعارة التي داع صيتها، وتركت بصمتها في الكثير من عمليات الاحتيال والاعتداء والسطو والقتل.
 من بين الأسماء المستعارة التي رسّخ اسمه في محاضر مختلف الأجهزة الأمنية وأخذ مساحات على صفحات الجرائد المحلية والوطنية، وأصبح يحسب له ألف حساب في عالم الإجرام بمدينة عنابة، اختار لنفسه اسم “بلال الجيجلي” كناية عن المنطقة التي ينحدر منها ولاية جيجل الساحلية، حيث استطاع هذا الشاب الصغير الذي لا يتجاوز عمره 25 سنة، ذو البنية الجسدية النحيفة، من “تدويخ” مختلف الأجهزة الأمنية لسنوات طويلة، استدعى إصدار 20 حكما غيابيا في حقه، منها الحكم عليه بالمؤبد في جريمة المشاركة في القتل، وأحكام أخرى تراوحت بين سنتين و20 سنة، معظمها متعلقة بجرائم تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية، والمتاجرة بالمخدرات والسرقة والاعتداء، مكّنته من سلب الحلي والسيارات من الضحايا، من بينهم إطارات في الأمن والمؤسسات العمومية. ويعرف على بلال الجيجلي، أنه كان يجنّد شباب حيه تحت التهديد بالقتل، من أجل حمايته وحراسة حي واد النيل الذي يقطن فيه، من توغل مصالح الأمن للقبض عليه، حيث كان يمنح لهم هواتف نقالة وبطاقات تعبئة وأموالا للقيام بذلك، ومعظمها عائدات السرقات التي كان يوزعها على فقراء حيه ويتبرع ببعض من المال على الجمعيات.
توقيف بلال الجيجلي الذي زرع الرعب في المدينة، تم بعد رحلة فرار من قبضة الأمن دامت قرابة 06 سنوات، تم خلالها إصدار أوامر بالقبض صادرة عن محاكم عبر الوطن لارتكابه العشرات من الجرائم باستخدام الأسلحة، راح ضحيتها نساء ورجال ومسؤولون نافذون، جراء اعتماده رفقة مساعديه على وضع “الحواجز المزيّفة” على مستوى الطريق الرابط بين عنابة وبرحال. الأسماء المستعارة للمجرمين لم تتوقف عن أسماء لها علاقة بالمنشأ، بل تعدت في بعض الأحيان إلى استخدام أسماء لشخصيات تاريخية وأسطورية وسينمائية مشهورة، على غرار إطلاق لقب “كازانوفا” على شاب لا يتجاوز عمره 33 سنة، استطاع بذكائه الغرامي من استمالة العديد من الفتيات العازبات والمطلقات للإيقاع بهن في غرامه بهدف النصب والاحتيال عليهن، بسلبه أموالهن، إلا أنّ تقدم بعضهن بشكوى إلى الشرطة، أفشل عليه خطته للإيقاع بضحايا آخرين تعرضن لعمليات نصب واحتيال من طرف المشتبه فيه، الذي كان يوهم ضحاياه بأنه من عائلة مرموقة ويشتغل في منصب حساس في الدولة، مما سهّل عليه الاستيلاء على أموالهم ومصوغاتهم بحجة أنه يحتاج إلى بعض المال “كسلفية” لاستخدامهم في مشاريع خاصة.
وكان المشتبه فيه، الذي كان يشتغل كموظف بالبنك الوطني الجزائري بوكالة تقع وسط مدينة عنابة، ينصب على بعضهن باستغلال حسابات التواصل الاجتماعي”فايسبوك” التي كان يستخدمها للنصب على ضحاياه. وقد سبق لقاضية بعنابة، أن استوقفت جلستها لفترة لكي تنبّه ضباط الشرطة والمحامين، بضرورة التوقف عن استخدام الألقاب والأسماء المستعارة عند تحرير المحاضر الرسمية عند سماع هؤلاء المجرمين، حيث تساءلت كيف لها أن تحاكم شخصا يلقب باسم “ النش” والروجي وغيرها من الأسماء.
قدور الذيبة والجابوني في سجلات شرطة تيبازة
وفي ولاية تيبازة، عالجت مصالح الأمن خلال السنوات الماضية، عدة قضايا مرتبطة بعصابات يقودها مسبوقون اشتهروا بكنيات لتتميز عصاباتهم عن أخرى، وقد عرفت سنة 2015 معالجة عدة قضايا في هذا الإطار.


ففي أواخر شهر نوفمبر من السنة الماضية، ألقت مصالح أمن دائرة القليعة، القبض على “سفينة” وشريكه وحجزت لديهما كمية من المخدرات من القنب هندي بعد اتخاذهما لعمارات حي كركوبة بالقليعة مركزا لنشاطهما في بداية شهر نوفمبر 2015 أطاحت مصالح الأمن الحضري بالقليعة بعصابة من سبعة أشخاص بين 20 و30 سنة تورطوا في قضية ترويج المهلوسات، يقودهم المدعو “بابلو إسكوبار”، حيث اختصت العصابة في ترويج المهلوسات التي يقوم أفرادها باقتنائها من الصيدليات بوصفات طبية مزورة.
كما أطاحت مصالح أمن دائرة حجوط، أواخر شهر سبتمبر 2015 بشبكة للمتاجرة بالمخدرات يقودها المكنى “حزوطة”، تتشكل من أربعة أشخاص، منهم ثلاثة مسبوقين ودركي ينحدر من بلدية احمر العين، إثر مداهمة لمصالح الأمن لمسكن أحد المسبوقين بمدينة حجوط، ضبطت لديه كمية من المخدرات مخبأة داخل قبو العمارة. وفي بداية شهر أكتوبر، ألقت فرقة البحث والتحري التابعة لأمن ولاية تيبازة، بالتنسيق مع مصالح أمن دائرة حجوط، القبض على عناصر عصابة “قدور الذيبة” التي أثارت الرعب في أوساط المواطنين ببلدية حجوط، بارتكابها جرائم السرقة تحت التهديد والمتاجرة في المخدرات ومحاولة القتل، وحجزت سيوفا وخناجر وسيارة كانت تستعمل في تنقل أفراد العصابة.
وفي السياق ذاته، وضعت مصالح الأمن الحضري الثاني بتيبازة، حدا لنشاط “الجابوني” وعصابته بعد تنفيذها عملية سرقة من ورشة بناء تابعة لشركة أجنبية مختصة في مجال البناء بمدينة تيبازة، إثر تحريات معمقة قامت بها مصالح الأمن بعد شكوى تقدمت بها الشركة. عصابة “شارلو” وشريكيه، منهم قاصر، هي الأخرى ذاع صيتها وسط سكان تيبازة، حيث اختصت في سرقة توابع السيارات.
“الدولة” في بومرداس
الجن، القرنيط، الذيب، الفار، أجاكس، أوتش، بويا، المجاعة، الدولة والقائمة طويلة لأشخاص تركوا بصمتهم في عالم الجريمة ببومرداس.
لا تخلو بيانات نشاطات مصالح الأمن، من عصابات يقودها في الغالب أشخاص يلقبون بأسماء غريبة، لكن لها وقع خاص، حيث قالت مصادر متابعة لهذا النوع من الملفات، إنه بالرغم من أن ألقاب بعض المجرمين مرعبة، على غرار “الجن”، فإن وقوف هؤلاء أمام غرفة الاتهام يغير الصورة التي تنسجها أسماؤهم في مخيلات المواطن، فهم في الغالب نحاف الجسم وضعفاء البنية. كما أن هذه الألقاب ارتبطت بالمجرمين منذ الصغر، على غرار المكنى الفار، حيث لقب بهذه التسمية نسبة لأسنانه الأمامية الطويلة بعض الشئ، لكن مهما اختلفت التسميات، فإن توقيفهم من طرف الأمن يزرع راحة كبيرة في نفوس المواطنين.
والحديث عن هؤلاء الأشخاص الذين “سطع” اسمهم في عالم الجريمة، يقودنا إلى الأفعال التي ارتكبوها، على غرار المكنى القرنيط، المعروف بترويج المخدرات، والذي أوقف من طرف مصالح الأمن بحر الأسبوع المنصرم في إقليم عاصمة الولاية، حيث عثر بحوزته على كمية من المخدرات وسلاحا أبيضا ومبلغا ماليا من عائدات الاتجار بهذا النوع من السموم، في حين تم توقيف المكنى الفأر والأعور من طرف مصالح أمن ولاية تيزي وزو السنة المنقضية.


ويشكل هذان الشخصان أخطر عصابة في تيزي وزو، ويمتد نشاطها إلى غاية ولاية بومرداس، حيث زرع هؤلاء الرعب وسط الأفراد بالشوارع ليلا ونهارا، وهم متابعون قضائيا في حوالي15 قضية تتعلق بالاعتداءات والسرقات والاعتداء حتى على عناصر الأمن، ولهم عدة أحكام قضائية بالقبض والسجن بعد سنوات من الفرار، ليتم الإطاحة بهم وسط المدينة الجديدة بتيزي وزو، إثر كمين نصبه لهم مجرم آخر برز في عالم الجريمة والملقب بـ “كريم الجن”، الذي تم الإطاحة به من طرف أمن العاصمة منذ سنتين.
وكان الملقب “كريم الجن”، في الأربعينيات من العمر، ينشط في ترويج المقويات الجنسية “الفياغرا” بضواحي برج البحري شرق العاصمة إلى غاية غرب بومرداس، وتم ضبطه في منزله، أين عثر على كمية معتبرة من المواد المخدرة والأقراص المهلوسة، إلى جانب حبوب الفياغرا يقوم ببيعها بأثمان باهظة. أما “الدولة” و«قصطلو” رفقة 14 آخرين، فقد بسطوا سيطرتهم على بلدية اولاد موسى ببومرداس لسنوات طويلة، حيث كانوا يعتدون ويسرقون المواطنين.
“طارزون”، “شادية”، “مرڤازة”.. الخارجون عن القانون
ومن الأسماء الشائعة في الوسط المحلي بولاية سيدي بلعباس، كنية “كحلوش” التي التصقت بأحد مروجي المخدرات، إضافة إلى “خربوش” الذي دوّخ الجميع بقدراته الخارقة على التسلل إلى وسط المباني لتنفيذ عمليات السرقة.


كما التصقت كنية “مرڤازة” بذلك الشاب القصير الذي سبق وأن زرع الرعب بإحدى الأحياء بحكم استعماله للسلاح الأبيض في الاعتداء على المارة وسلبهم ممتلكاتهم، وهو نفس ما انطبق أيضا على “شوشو”، ناهيك عن مروج المخدرات “كاباها”، الذي لم يمر على توقيفه سوى بضعة أيام بعاصمة الولاية.
ولا يقتصر شيوع الأسماء المستعارة بولاية سيدي بلعباس على عاصمة الولاية، بل تعداه ليشمل عددا آخر من البلديات، على غرار ذلك الشاب المكنى بـ “بيشة”، الذي سبق وهدد رجال الدرك بتفجير قارورة غاز إن تجرؤوا على الاقتراب منه ببلدية شرقية، كما ينشط ببلدية غربية، شاب يكنى بـ “بحيح”، الذي سبق وتورط في جريمة قتل، دون نسيان “طارزون” نسبة إلى “طرزان” الذي سبق وتورط في قضايا مخدرات، مع أن القائمة تبقى طويلة قياسا بما سبق وتم تسجيله من أحداث على مر العقود والسنين كـ “شادية”، “طيطة” وآخرون.






إرسال تعليق

0 تعليقات