Ad Code

الحاج المسفيوي.. أقدم قاتل تسلسلي في سجلات القضاء المغربي قتل 36 فتاة

 


الحاج المسفيوي.. أقدم قاتل تسلسلي في سجلات القضاء المغربي


شغل إسكافي بسيط يدعى المسفيوي نظر المراكشيين، وتحول إلى موضوع لكافة السكان في زمن كانت المدينة تتعرض لهجوم الجراد، وكانت التمردات القبلية تتحول ضد السلطان بسبب القوى الأوربية، وكان الناس يخافون من المجاعة. في ظل كل هاته الفوضى، كان إسكافي يرتكب جرائمه ضد النساء، ويشغل المراكشيين وحكام المدينة عن تمرد بوحمارة وحتى توصيات مؤتمر الجزيرة الخضراء.
عاشت مراكش حالة رعب بسبب اختفاء عدد من المراهقات سنة 1906، عجز الباشا عياش بن داود عن فك لغز الاختفاء وحصلت حالة استنفار في صفوف الشيوخ و«الكوم»، إلى أن اختفت شابة في مقتبل العمر، والتي حاول أقاربها فك اللغز دون الحاجة إلى سلطة مخزنية تتابع القضية بخجل.
قاد بحث أفراد العائلة إلى آخر من شوهدت الفتاة رفقته، والتي لم تكن إلا عجوزا سبعينية، عمد أهل المختفية إلى اختطافها وتعذيبها لتعترف بمشاركتها في جريمة اختطاف وقتل وتقطيع جثة الفتاة، بعدما تم سقيها كأس نبيذ به مخدر بدكان الحاج المسفيوي، والذي كان يعمل إسكافيا، ولكنه كان أيضا كاتبا عموميا يكتب الرسائل. بل أكثر من ذلك اعترفت العجوز الملقبة بـ«الرحالية» بمسؤولية الحاج المسفيوي عن عدد كبير من جرائم الاختطاف والقتل، التي عرفتها مراكش في تلك الفترة.
على الفور طرق شقيق الفتاة المختفية باب مكتب الباشا، وكشف له عن نتائج تحقيقه الذي أفضى إلى مدبر الجرائم.
بعد تعريض الحاج محمد لشتى أنواع التعذيب سيعترف بالمنسوب إليه، وبقتله 36 فتاة وسيدة شابة، وهو ما تم وفقا لتصريحاته وتصريحات شريكته بغية السرقة، بحيث يعمد إلى إعطاء مشروب مخدر للضحايا، قبل قتلهن وتقطيع رؤوسهن ودفنهن. وهكذا تم العثور على 20 جثة مقطوعة الرأس في قعر بئر بدكان المسفيوي، و16 جثة الباقية بحديقة بيته المجاور للدكان.
لكن الكاتبة البريطانية سعيدة رواس، وهي من أصل مغربي، قدمت في كتابها «جامع الفنا» تفاصيل أخرى عن السفاح المغربي الذي يحمل صفة «الحاج». فضول الكاتبة حول قصة صانع الأحذية، وعمليات القتل التي دبرها في المدينة، دفعاها إلى السفر إلى المغرب. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنها قصة خرافية ولا أساس لها من الصحة، ولكن عندما عدت إلى لندن في الصيف ذهبت إلى المكتبة البريطانية، وعثرت على مجموعة من الصحف التي تتحدث عن جرائم القتل التي شهدها المغرب عام 1906».
وإذا كانت الروايات تتحدث عن دور أسرة إحدى المختفيات في إظهار الحقيقة، فإن رواية سعيدة تتحدث عن محقق اسمه فاروق العلمي بعثه القصر من طنجة إلى مراكش للمشاركة في كشف خيوط جريمة السفاح، «أقام المحقق في فندق صغير، وتبين له أن القضية لا تختلف كثيرا عن ملف جاك السفاح البريطاني، لكنه لم يجد مساعدة من السكان الذين كانوا يستعجلون الوصول إلى الفاعل، علما أن المغرب لم يكن يملك جهاز شرطة وكان القاضي الشرعي هو من يباشر التحقيق.
اضطر فاروق إلى الاستعانة برجل يدعى يوسف المهدي كان ينتزع الاعترافات بالتعذيب، واستعان أيضا بطبيب فرنسي».
أمام غضب المراكشيين سيتم الحكم على الحاج محمد بحكم عرفي، يقضي بقتله صلبا، وهو ما ستتصدى له التمثيليات الدبلوماسية بالمغرب حينها، بدعوى همجيته المرفوضة، ليتم تعويض الموت صلبا بالموت شنقا، لكن المسفيوي سيدخل مسارا طويلا من التعذيب، من خلال تعريضه يوميا لحصص من الجلد القاسي أمام الملأ، والذي يختتم بعشر ضربات من عصا مسننة بمسامير تحول جسده إلى بقع من الدم. تعذيب سيبدع فيه الجلادون، والهدف إرضاء الغاضبين الحاضرين والذين كانوا يطالبون بالمزيد دائما، مسار انتهى بدفن المسفيوي حيا والبناء عليه واقفا.



إرسال تعليق

0 تعليقات